اساليب الصهاينة في جلب اليهود الى فلسطين ومنع الهجرة المعاکسة
شكلت هجرة اليهود الى الكيان الاسرائيلي الحجر الاساس للعقيدة الصهيونية والسبب الرئيسي لاستمرار وجود هذا الكيان وبقاء اليهود فيه ولذلك يسعى الكيان الاسرائيلي الى جذب وجلب اليهود الى داخل فلسطين المحتلة ويبذل شتى المحاولات لمنع هجرتهم العكسية.
ان الحروب الاربعة التي جرت بين العرب والكيان الاسرائيلي دفعت هذا الكيان نحو جذب واستقطاب عدد اكبر من اليهود من مختلف البلدان العالمية وحتى من الدول العربية والاسلامية وقد صرفت الوكالة الصهيونية في العالم اموالا طائلة واستخدمت شتى الاساليب لجمع عدة ملايين من اليهود في فلسطين المحتلة، واضافة الى ذلك استغل الكيان الاسرائيلي الظروف والاحداث والازمات الدولية لتشجيع اليهود على الهجرة والعيش في فلسطين المحتلة مثل انهيار الاتحاد السوفيتي وسوء الاوضاع القتصادية في اثيوبيا.
وتتلخص أهم الخطط الاسرائيلي لجلب المهاجرين ومنع الهجرة العكسية فيما يلي:
الخطط التشجيعية لجلب اليهود
وضع الاسرائيليون خططا لمواجهة الهجرة العكسية ومنها رصد ٢٤ مليون دولار لتشجيع اليهود على الهجرة الى فلسطين المحتلة وخطة أخرى لجذب ٢٠ الف شاب يهودي لاستكمال الدراسة في فلسطين المحتلة لمقطع دراسي واحد ويتم دفع تكاليف هذه الخطة البالغة ١٠ ملايين دولار من قبل الحكومة الاسرائيلية والوكالة اليهودية، كما هناك خطة اخرى لجلب المهاجرين اليهود تتضمن اعفائهم من ضرائب الدخل لمدة ١٨ شهرا واعفائهم من الضرائب الجمركية لعشرة سنوات ومنحهم سلف مصرفية، وتشمل هذه الخطط الاسرائيليين الذين عاشوا في الكيان الاسرائيلي لأكثر من ٦ أعوام ويرغبون في العودة الى هذا الكيان.
استغلال الهجمات التي حصلت ضد مجلة شارلي ايبدو الفرنسية وهجمات كوبنهاغن
تشير الاحصائيات ان فرنسا تحتل المرتبة الاولى في مجال هجرة اليهود الى الكيان الصهيوني وقد تجاوز عدد اليهود المهاجرين من فرنسا الى هذا الكيان ٧ آلاف شخص في عام ٢٠١٤ في وقت لم يتجاوز هذا العدد ٣٥٠٠ شخصا في عام ٢٠١٣، ويعتزم الكيان الاسرائيلي ايصال هذا العدد الى ١٠ آلاف في عام ٢٠١٥ وقد قال نتنياهو في احدى خطاباته الموجهة الى يهود فرنسا "ان اسرائيل هي بيتكم".
وفتح الاسرائيليون مكاتب في جميع انحاء العالم لتشجيع اليهود على الهجرة الى الاراضي المحتلة وتعمل هذه المكاتب تحت اشراف "الوكالة اليهودية" وهناك تقارير تفيد بأن هذه الوكالة تستخدم ايضا اسلوب الترهيب والتهديد لاجبار اليهود على الهجرة الى الكيان الاسرائيلي، وفي هذا السياق يقول الموظف السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية برناد سنودن ان الكيان الاسرائيلي طلب من جهاز الموساد تقديم المساعدة لمنع الهجرة العكسية لليهود وقد قام الموساد بالتخطيط لنشر الصور المسيئة للمقدسات الاسلامية في الدول الغربية لخلق بلبلة واثارة الاجواء ضد اليهود لاجبارهم على الهجرة الى الاراضي المحتلة.
استغلال الازمة الاوكرانية
تحتل اوكرانيا المرتبة الثانية بعد فرنسا في هجرة يهودها الى الكيان الاسرائيلي وقد وصل عدد اليهود الذين هاجروا من اوكرانيا الى الكيان الاسرائيلي الى ستة آلاف شخص في عام ٢٠١٣ وهو يفوق بكثير عدد المهاجرين في عام ٢٠١٢ ، وقد زادت الوكالة اليهودية من نشاطاتها ونجحت في تشجيع آلاف اليهود الاوكرانيين على الهجرة الى الكيان الاسرائيلي.
واخيرا يجب القول ان الكيان الاسرائيلي يحتاج الى تهديد حياة اليهود في خارج فلسطين المحتلة من اجل اغرائهم بظروف الحياة في داخل فلسطين المحتلة وتشجيعهم على الهجرة ولذلك يمارس هذا الكيان الارهاب باساليب مختلفة ضد اليهود لاجبارهم على الذهاب الى الاراضي المحتلة واسكانهم في المستوطنات التي يتم بناؤها لكن مع كل اساليب الترغيب والترهيب المتبعة من قبل تل ابيب يؤكد المراقبون ان هذه الخطط الاسرائيلية لاتزال غير مجدية في جلب نحو مليون صهيوني يعيشون حاليا في خارج الكيان الاسرائيلي.
الکاتب
سيد علي نجات
سيد علي نجات باحث محاضر في معهد الدراسات الإستراتیجیة للشرق الأوسط. السید نجات ماجستیر في الدراسات الإقلیمیة من جامعة العلامة الطباطبائي في طهران. إن سيد علي نجات خبیر وباحث في شؤون الشرق الأوسط والحرکات الإسلامیة في العالم العربي.