الحضور الروسي في سوریا و تاثیره علی مصالح الامن القومي الایراني
عقد معهد الشرق الاوسط للدراسات الاستراتیجیة بالتعاون مع جمعیة العلوم السیاسیة الایرانیة في یوم الاحد 15 تشرین الثانی نوفمبر 2015، اجتماعا مشترکا؛ بعنوان: «الحضور الروسي في سوریا و تاثیره علی مصالح الامن القومي الایراني».
في هذا الاجتماع الذي کان کیهان برزکر رئیس المعهد، مسؤولا عن ادارته، قام حسین علائی، الاستاذ الجامعی و المحلل البارز للشؤون الشرق الاوسط، حسن بهشتی بور، المحلل البارز فی قضایا روسیا، ابراهیم متقي، استاذ العلوم السیاسیة في جامعة طهران و عبدالرسول دیوسالار الباحث الزائر (الضیف) في مرکز الدراسات الشرق الاوسط الاستراتیجیة،بإلقاء محاضراتهم.
قام الدکتور کیهان برزکر في بدایة هذا الاجتماع بتفسیر منهجیة النظرة الی حضور روسیا في سوریا، و درس القضیة من وجهتي النظر المتفائل و المتشائم. و قد أضاف: وفقا لوجهة النظر المتشائمة یعتقد البعض بان قد یتم حضور روسیا العسکري في سوریا لثلاثة اهداف هي؛ حفظ المصالح الاقتصادیة و الجیوسیاسیة و حفظ توازن القوی في العالم و إحیاء دور روسیا کقوة عالمیة و محاولة «فلادیمیر بوتین» رئیس روسیا لإنشاء امبراطوریة بسبب صفاته الشخصیة، أیضاً.
و قال برزکر وفقا لوجهة النظر المتفائلة بشأن حضور روسیا في سوریا: اولئک الذین متفائلون بهذا الحضور و یدعمونه، یعتقدون بأن روسیا دخلت سوریا لحفظ امنها القومي و محاربة تنظیم «داعش» حتی لا تضطر في الوقت اللاحق للقتال مع داعش في داخل حدودها و آسیا الوسطی و القوقاز.
و قد أشار الدکتور حسین علائی استاذ جامعة الامام حسین (ع ) و المحلل البارز للقضایا الاقلیمیة أیضا في هذا الاجتماع، بعد تفسیر و تحدید اهداف روسیا من التدخل العسکری في سوریا: تتبع روسیا هدفان، بشکل عام؛ أولهما الحفاظ علی مصالحها و الثاني إجبار أمریکا علی إجراء المفاوضات معها.
و فیما یتعلق بأضرار حضور روسیا العسکري في سوریا و التدخل العسکري لهذا البلد في سوریا قال: التدخل العسکري من قبل أي احد قد یزیل الامن و قد یکون خطیرا لأمن جمیع البلاد. علی سبیل المثال، قد یکون تشکیل تنظیم «داعش» نتیجة غزو العراق. قد تکون هذه المجموعات قابلة للسیطرة و التحکم في البدایة و لکن بعد ذلک تخرج عن نطاق السیطرة، حیث لم یعد تنظیم «داعش» الآن تحت سیطرة امریکا و السعودیة، الکاملة. وصف علایی ثلاث استراتیجیات للتعامل مع داعش ؛ استنکار التدخل العسکري من قبل أي بلد، مکافحة الارهاب الشاملة و احترام آراء الشعوب بآلیات عادله.
وصف حسین بهشتی بور الخبیر البارز في شؤون روسیا و المنطقة، أهداف روسیا من التدخل العسکري في سوریا وفقا لسیاسات الاعلانیة و الإجرائیة (التطبیقیة)
للروسیین: دعم الأسد شریکها الإستراتیجي، منع ظهور حکومة تمیل إلی الغرب فی سوریا، معارضة التیارات الدینیة المتطرفة التي تأتي من القوقاز إلی سوریا، الحفاظ علی مکانتها في سوریا ولاسیما في طرطوس و الحضور في الساحة الخلفیة لأمریکا بعد دخول أمریکا إلی کییف الذي کان الفناءالخلفي لروسیا.
و ذکر ان الفرص الناشئة من حضور روسیا في سوریا هي تعزیز مکانة الاسد کحلیف لإیران، تضعیف تنظیم «داعش»، و إعطاء الید العلیاء للأسد (مرافقة الأسد) في المفاوضات، تضعیف مکانة ترکیا، السعودیة و قطر، و توفیر الفرص الکثیرة لایران حتی تلعب دورا من اجل حل قضایا سوریا و تؤدي دورها في ذلک.
ثم الدکتور ابراهیم متقي الاستاذ في جامعة طهران، یری روسیا لغز السیاسة الخارجیة الایرانیة دائما و قال: وفقا للتحالیل التاریخیة بشأن سلوک روسیا و عدم تغییر الجیوسیاسیة(سیاسة جغرافیة) و ثقافة روسیا السیاسیة من الممکن ان نستنتج بأن روسیا لم تثق بایران ابدا و طالما تعتقد بأن ایران تمیل الی الغرب و تشعر بالقلق إزاء النهج الایراني في المنطقة و لهذا السبب طلب الروس من ایران اتخاذ موقف متوازن تجاه الغرب و هذا البلد.
یعتقد متقي بان ایران من وجهة نظر الروس هي التي تقوم باخلال اللعبة في المنطقة و قال: قد أدی الجو الحاکم علی المنطقة أن یقوم الروس بأداء مقابلة تکتیکیة مع ایران حیث أصبحت هامة في شکل میزان التهدید لأن نحن و روسیا نواجه تهدیدات مشترکة في الوقت الحاضر. و أضاف: في الجو التکتیکی لا ینبغي ابدا ان نعتقد بأننا نحن الممثلون الجیدون(الجهات الفاعلة) في المنطقة للروس لأن یحصل الروس علی الاتفاق حول قضایا المنطقة مع الأمریکیین و الانجلیزیین و الغربیین بصورة أسهل.
قال متقی: تتواجد روسیا في سوریا للسنة الثالثة و قد تبنت التحکم (السیطرة) علی صواریخ هذا البلد خشیة من النفوذ الایراني في سوریا لکي لایؤدي هذا النفوذ الی اطلاق صواریخ هذا البلد الی اسرائیل؛ الامر الذي لم یتم قبوله من قبل امریکا و الغرب بأي حال من الاحوال. و قد أشار: أعتقد أن حضور روسیا في سوریا سیغیر هیکلة السلطة في هذا البلد بصورة أسهل و سیجعل ایران اکثر مرونة.